قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح: إنه انطلاقا من إستراتيجية الوزارة الشاملة في جميع نواحيها من خلال عملها مع الجمهور والوزارات الأخرى والمجتمع المدني والمؤسسات والشركات، إضافة إلى الأفراد وعملها مع منسوبي الوزارة وحقوقهم عليها عبر دعمهم في كل شأن من شؤون حياتهم وذلك من باب التكامل ورفع الإنتاج والانجاز داخل الوزارة، حينما يشعر الموظف بالأمن الوظيفي والولاء المؤسسي والحب والعطاء رغبة للتحرك ذاتيا وليس نتيجة لرقابة أو محاسبة أو معاقبة أو معاتبة.
وأوضح الفلاح، في ختام الملتقى التوعوي الصحي الذي أقامته الوزارة تحت شعار» تهمنا... صحتك» من 19 إلى 23 الجاري، كنا دائما حينما نلتقي بالمرشحين للوظائف الإشرافية نوجه لهم سؤالا حول إستراتيجية الوزارة وآخر نسأل المرشح إذا كنت خارج من المنزل وذاهبا إلى الوزارة هل تقول بعد قليل، الآن سألتقي مع الأحبة في الوزارة في فرح وبهجة وفي مناخ صحي وطبيعي وجميل لاسيما أن الموظف يمضي فيه جزءا كبيرا بهدف التحقيق الذاتي والإنتاجية، والإنجاز والشعور بالوجود والكينونة في هذه الحياة، وأنه ليس في هامش الحياة، مع تحقيق السعادة الذاتية والمتعة النفسية للحفاظ على الصحة ورفع المعنويات وزيادة الأداء.
وأردف قائلا: إننا نسألهم ذلك السؤال من أجل معرفة مدى تحقيق الوزارة للولاء المؤسسي، ومدى تحقيقها للأمن الوظيفي للإنتاجية والأداء في أعمالها خصوصا أن المرء يقضي ثلث حياته في عمله. متسائلا من يعيش في عمل متأزم كيف سينعكس ذلك على حياته الأسرية الشخصية والصحية؟
وزاد إنه انطلاقا من كل ذلك فإن «الأوقاف» تحرص على مثل هذه الملتقيات والتوعية، مساهمة منها في أداء حقوق الموظفين عليها، وتحقيق التوعية العامة الشاملة لاسيما في ما يتعلق في الإشكاليات التي تحدث في المجتمع.
المجتمع الحي
ولفت إلى أن المجتمع الحي هو الذي يشعر بظاهرة ما، فيسارع بجميع مؤسساته وإمكاناته لعلاج هذه الظاهرة قبل أن تستفحل وتضرب جذورها في الأعماق وبالتالي يصعب بعد ذلك اجتذاذها وعلاجها. مشيرا على أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ترصد حياة المجتمع، وتشاهد عبر دراسات ميدانية متعددة ومتميزة ومتنوعة، في كل نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية وغيرهما، ومن ثم ترسم أنشطتها وبرامجها لعلاج هذه الظواهر وفق قيم الإستراتيجية، ومن بينها قيمة الشراكة التي تجسدها في هذا الملتقى ما بين الأوقاف مع القطاع الخاص ووزارة الصحة وجمعيات النفع العام وأفراده، مؤكدا أن هذه الشراكة أنتجت هذا الملتقى الذي يعتبر من الإنجازات المميزة.
وأضاف: إن مثل هذا الملتقى لا تقتصر فائدته على الحاضرين، وإنما الجميع خصوصا أن فعاليته نقلت عبر الانترنت فضلا عن الكتيبات والحلقات التلفزيونية والإذاعية.
وشكر الفلاح جميع العاملين في الملتقى وكالذين ساهموا في إنجاحه وخص بالشكر الإعلاميين والصحافيين الذين تابعوا فعالياته بشكل يومي.
محاضرات الملتقى
من جهة أخرى فقد تابع الملتقى فعالياته لليوم الأخير بعدد من المحاضرات منها محاضرة للباحثة منى الفريح حول مرض حساسية الجلوتين «السلياك» حيث عرّفته بأن «مرض حساسية الجلوتين نادر وصعب التشخيص واسمه العلمي مرض السيلياك ويسمى الداء الزلاقي وكذلك يسمى الدابوق وأحيانا حساسية الغراوية، ويُعرف تجاوزا بمرض حساسية القمح، وهو نوع من الحساسية الخطيرة ينتج لدى البعض عند تناول دقيق القمح ومنتجاته بأنواعها كافة بسبب حساسية الجسم الدائمة لمادة الجلوتين وهو البروتين الموجود في بعض الحبوب كالقمح والشوفان والشعير والجاودر وهو نوع من الحنطة، مشيرا إلى أن مادة الجلوتين تسبب اضطرابا في عملية امتصاص الأمعاء للغذاء، وهذا الاضطراب ناتج عن الحساسية التي يسببها الجليادين «أحد مكونات الجلوتين» الذي يعمل كمولد مضاد ينتج عنه مناعة معقدة في الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء مؤديا إلى تكدس الخلايا اللمفاوية الميتة، وهذا بدوره يسبب تلف الأهداب وتكاثر خلايا خفية وبالتالي لا يحدث الامتصاص للغذاء عند مرضى السلياك.
وأضافت الفريح أن هذا المرض يكثر غالبا لدى الأطفال في مرحلة الفطام لأنها الفترة المرتبطة ببدء تجربة الطعام، وكذلك مرحلة المراهقة المبكرة وإن كانت هناك حالات إصابة في أعمار مختلفة بعد ذلك، فبعض الحالات اكتشفت في سن السبعين عاما.
وعددت الفريح أعراض المرض
ومن جهته قال آمر إسعاف مستشفى الأحمدي في قسم الإسعاف مدرب طوارئ طبية فهد حيدر بعد إلقائه محاضرته حول الإسعافات وتصحيح مفهومها: إن الكثيرين يستخدمون طرق خاطئة في الإسعافات وبالتالي فإن هدفنا من هذه المحاضرة هو توعية الجمهور واستخدام طرق الإسعاف بشكل صحيح.
وأوضح: لقد ركزت في المحاضرة على «الغصة» لأن الكثيرين يتعاملون معها بشكل خاطئ، حيث يقومون بضرب المصاب بالغصة على ظهره وأوضحت لهم الطرق الصحيحة لعلاجها، كما تطرقت إلى الكسور والحروق والنزيف، وإضافة إلى حالة الصدمة التي تصيب البعض جراء الحوادث. موضحا: لقد جمعت ما بين عملية الإسعاف للأطراف العلوية في الكسر وكيفية التصرف معها إضافة إلى عملية إنقاذ الكسر في الأطراف السفلية.
وذكر: لقد عرجت في المحاضرة إلى النزيف وكيفية التصرف حياله، ثم تحدثت عن الحروق ودرجاتها، حيث إن هذه المسألة تغيب عن الكثيرين، وأوضحت أخطر الدرجات ،والتصرف الخاطئ من قبل البعض عند التعرض للحروق من خلال وضع معجون الأسنان أو الطماطم أو غيرها من طرق العلاج الخاطئة.
وأشار إلى أن أصعب درجات الحروق هي «الثالثة» حيث إن الأولى تعني احمرار الجلد بشكل بسيط، والثانية احمرار مع فقاقيع تظهر على الجلد أما الثالثة فهي التي يكون فيها الجلد متفحما أو لامعا، وفي هذه الحال تكون محترقة.
وشدد حيدر على ضرورة عدم ربط الكسر، لأن ذلك يعني زيادة مضاعفاته وربما يتحول من كسر مغلق إلى مفتوح، وبالتالي يبتعد عن الكسر ويربط أطراف العضو المكسور.
ونصح حيدر بعدم التعامل مع المصاب أثناء الحادث إذا لم تكن سيارته محترقة، ومن المهم تركه في مكانه إلى حين حضور المسعفين، وذلك لوجود آلات خاصة في سيارة الإسعاف للتعامل مع العامود الفقاري، مشيدا بآلات الإسعاف في الكويت التي تعتبر متطورة وحصلت على جميع الاعترافات الأميركية، مؤكدا أن الكويت تطورت بشكل كبير في مجال الإسعافات.
جفاف الجلد
ثم ألقت استشارية الأمراض الجلدية الدكتورة إيناس عبدالله محاضرة عن جفاف الجلد.
وقال الدكتورة إيناس إن الصدفية مرض جلدي مزمن غير معدٍ وهو من أكثر الأمراض انتشارا مشيرة إلى أن الإكزيما شكل من أشكال التهاب في طبقات الجلد العليا.
وعن العلاج قال يكون في العلاج الضوئي وهو يعتمد على الأشعة فوق البنفسجية بدرجاتها المختلفة.
أثر التدخين القاتل
واختتمت الفعاليات بمحاضرة لاستشاري الصحة العامة الدكتور ماجد رضوان بعنوان « التدخين وأثره القاتل» حيث بدأها بآخر إحصائية في الكويت تقول: إن نسبة 33 بالمئة من الرجال مدخنين، ما يعني أن ثلث السكان مدخن.
وتابع: إن في أوروبا وأميركا تقل نسبة المدخنين لأن هناك قوانين ووعي يطبق بينما نحن لا يوجد لدينا وعي ولا قوانين تنفذ، موضحا إنه لو نظرنا إلى علبة السجائر لوجدنا قد عليها كتبت ثلاث كلمات عن محتوياتها وهي: القطران والنيكوتين وأول اكسيد الكربون، بالإضافة إلى أن مكونات السيجارة تحتوي على 4700 مادة سامة.
وزاد إنه إذا نظرنا إلى القطران الذي يعد أحد مكونات السيجارة نجد أنه ذكر في سورة إبراهيم في قوله تعالى « سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ» وهذه المادة مستخرجة من مشتقات البترول وتستخدم في رصف الطرق وهذه المادة تسبب السرطان لأنها تلتصق بالأهداب الرئوية وتعمل على شل حركتها.
النيكوتين
وفي ما يتعلق بمادة النيكوتين قال إنها مادة إدمان، فبعد تدخين السيجارة تصل إلى المخ خلال سبع ثواني، ويظل مفعولها نحو أربعين دقيقة، ثم يحتاج المدخن إليها مرة أخرى، مشيرا إلى أن النيكوتين يعمل على تضييق شرايين القلب خصوصا الشرايين التاجية كما أنه يسبب حدوث الجلطات والموت المفاجئ.
ولفت إلى أن الإنسان يتنفس 12 مرة في الدقيقة الواحدة، وهو المعدل الطبيعي لدى غير المدخن، ولكن عندما يدخن يحدث له انتفاخ في الرئة، ويصاب بمرض يسمى الإميفزيما، وهناك بحوث مؤكدة تشير إلى أن نسبة 30 بالمئة من الأورام سببها التدخين كما أن90 بالمئة من مصابي سرطان الرئة سببه التدخين، وقد ثبت أن التدخين يؤثر في الكبد والعظام والتروية الدموية في الأطراف لاسيما في مرضى السكري.
ثم تحدث الدكتور رضوان عن التوقف عن التدخين مؤكدا أن ذلك يتطلب استعدادا جيدا ومعرفة بما سيحدث من أضرار التدخين على الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر.
وبعد انتهاء فعاليات الملتقى الصحي التوعوي الذي أقيم تحت رعاية وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية عادل عبدالله الفلاح توصل المشاركون في الملتقى إلى التوصيات التالية ضرورة التوعية المستمرة التي تهم موظفي الوزارة وعائلاتهم.
وتكريس مبدأ الوقاية خير من العلاج من خلال التوعية الصحية الدائمة. ومطالبة وزارة الصحة بفتح عيادات تخصصية للتوعية من أضرار السمنة والتدخين، والتوسع فيها.
ومطالبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعقد ملتقى نصف سنوي على غرار هذا الملتقى والتوسع في محاوره. ومطالبة وزارة الإعلام بزيادة التوعية الصحية للمواطنين والمقيمين. وإنشاء مركز صحي للتوعية الصحية والوقاية من الأمراض الوظيفية لموظفي وزارة الأوقاف بالتنسيق مع وزارة الصحة.
ومتابعة تنفيذ هذه التوصيات من خلال لجنة تشكلها الوزارة بالتعاون مع وزارة الإعلام للملتقى المقبل.
وتقديم شكر لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وولي عهده الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
وشكر خاص لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية د. نايف العجمي ووكيل الوزارة الدكتور عادل الفلاح واللجنة المنظمة للملتقى على جهودهم لإنجاحه.
الوسط : 26-01-2014